الثقة كلمة مش كبيرة في حروقها بس كبيره في معانيها واللي بيترتب عليها , انك تثق في بني ادم وتأمن ليه ده معناه انك سلمت ليه كل مفاتيح حياتك بشكل من الاشكال , لما بقعد افكر ويا نفسي في كل اللي ممكن يكونوا نالوا ثقتي في حياتي قبل كده ويا ترى كانوا يستاهلوها ولا لا وايه اترتب على اني وثقت فيهم باي درجة كانت , ساعتها بحس بخيبة امل كبيرة اوي لاني تقريبا مفيش ولا مرة في حياتي كانت ثقتي في حد في محلها .
حاسس اني غلطت في اختياراتي وغلطت في اني اكون الدايره الموجودة حواليه ومين جواها ومين براها .
لفترة كبيرة في حياتي مش قليلة كنت عايش وعارف اني مش مطول روحت ولا جيت كام سنة وهيعدوا وعندي ايمان قوي بأني منها وإليها أعود شئت ام أبيت ده , طال او قصر ؛ عشان كده كنت دايما بفكر في اني اشغل نفسي ليه بتفكير في بكرة احلى ولا أسوا والنتيجة انه كان دايما من أسوأ لأسوأ عدم اهتمامي بمين يبقى حواليه ومين يستاهل قربي خلاني اخسر كتير في حياتي مش اكسب.
معنديش شك بالنسبة لثقتي في نفسي واني حد عنده من الامكانيات والقدرات اللي يقدر يبرز بيها وجوده في وسط اي حد اي كان مستوى الحوار أيه , اجتماعي من الدرجة الأولى و أقدر اكسب الناس من غير ما انطق كلمة , بمجرد ضحكة بعرف اشد اللي ادامي ليه , ناجح في دراستي وأقرب للتفوق لما أحب , عنيد في أني لما احبب احقق حاجة مش برتاح الا لما اوصلها واحققها , ايجابيات كتيرة في شخصيتي اكتر من سلبيات , حاجات كتيرة شايفها يطول فيها الكلام , وشوفتها بناء على كلام الناس وأرائهم فيه , وجهة نظري وشخصيتي خاصة بيه مبحاولش اقلد ولا ابقى تابع ولا بقدر اكون , غريب في فكري ودايما حاسس ان اللي في دماغي مش اي حد يقدر يوصله من كتر ما هو معقد وكتير , خيالي واسع لابعد الحدود واحلامي معنديش فيها نقطة نهاية .
ممكن أقعد اتكلم زي ما بتكلم كده سنين ادام مش هبطل كلام فيها عن نفسي بس مش هي دي القضية ومش هو ده اللي يثبت ان كان عندي ثقة في نفسي ولا لا , وفي حاجة مهمة اوي كل الكلام اللي بقوله بقوله من منطلق اني ببين اني شايف نفسي ازاي بعيد عن الغرور والثقة الزايدة اللي مش مستحبة .
حياتي اتغيرت الفترة الاخيرة ثابت على مبادئي ايوة بس في نفس الوقت دخل معنى جديد في حياتي اسمه التنازل وهنا قاصد اني اوضح الكلمة بخطين واكتر لان وجودها في حياتي بالشكل ده بالظبط , التنازل دخل حياتي بشكل موحش وعرفت معنى يعني ايه الظروف تجبرك على حاجات انت مش عاوزها بجد , دخل حياتي من كل جانب فيها شخصي وعملي وحياتي حتى في حياتي العاطفيه مع الانسانة الوحيدة اللي بحبها ومرتبط بيها, التنازل اعترض حياتي وقسمها نصين وإن كان في نص اكبر من التاني بكتير , النص الكبير اللي بتكلم عنه هو شغلي وعلاقاتي بره الشغل والاصحاب اللي اتبنى علاقتي معاهم عالمصلحة و الشغل اصحابي العاديين اللي تقريبا مليش غيرهم هنا في الغربة (وإن كان ده وهم صدقت نفسي فيه) خطيبتي وعلاقتي بيها , أهلها واقرب الناس ليها واللي بقوا أهلى , حتى أهلي .
اما النص الصغير اللي يعتبر لا يذكر بيتلخص في وجودي لوحدي في لحظة صفاء زي دي كده اصارح فيها نفسي واكون حسام اللي انا اعرفه اللي اتربى على ايدي , اللي كبر يوم ورا التاني وانا بشوفه بعينيه بيتغير ويتعلم ويفهم يعني أيه حياة يوم عن التاني أكتر وأكتر , في النص الصغير ده بقعد ابص على النص الكبير بحسرة اكبر واقول لنفسي أيه وصلني لده , رغم ان ممكن تكون الاجابة واضحة ادامي الا اني يمكن بحاول اقنع نفسي ان ممكن يكون في سبب تاني غيره.
الاجابة الواضحة او اللي بشوفها احيانا الاجابة الصحيحة الوحيدة هو إن انا يوم ما أتوَلــَدت أتوِلــِدت ويايا ظروفي اللي مش شايفها سهله وبتصعب عليه وبتزيد صعوبتها مع كل مرحلة اعدي عليها .
زي ما اكون في لعبه كبيرة مبتخلصش ونهايتها اكيد محتومة في وقت سبق واتحدد حتى من قبل ما اتولد , فلسفة اللعبة أن زي ما قولت دلوقت كل مرحلة او كل مستوى فيها بقدر عليه وأعديه بوصل لمستوى أصعب , في البداية بيكون التدرج في الصعوبة بسيط ويكاد يكون مش ملحوظ , لحد ما بتوصل لمرحلة بتكون فاصلة في اللعبة بتحس فيها انك بمجرد ما بتتنفس الصعداء انك عديت مستوى في منتهى الصعوبة بتلاقي نفسك بتواجه مستوى جديد صعوبته تخليك تكاد لا تذكر صعوبة المستوى اللي كان قبله , وخد عندك بقى مستوى ورا التاني ورا التالت ورا الرابع ومقضيها مستويات , فكرة الراحة حتى مش متاحة لانك مرتبط بزمن لازم تخلص فيه كل المراحل والمستويات دي وعاوز قبل ما الزمن ينتهى وتوصل للنهاية المحتومة تكون عديت اكبر قدر من المستويات دي , فكرة المتعة اجمالية لانك لو جيت تبص بعد كل مستوى انك مبسوط مش هتلاقي نفسك مبسوط لانك ادام مستوى اصعب خايف منه , انما لو فكرت كام مستوى عديت عشان توصل للمرحلة دي فبتحس باحساس السعادة والمتعة اللي بتكلم عنه , المتعة الاجمالية.
بالظبط هي دي حياتي من طفل صغير ميعرفش حاجة في الحياة اكتر من انه يلعب ويتنطط ويروح المدرسة والنادي ويقضي حياته مع اهله ايا كانت شكل المرحلة ايه , لطفل اكبر بتظهر عنده فكرة الحلم وانه ازاي يحققه ومن حلم صغير لحلم اكبر لأكبر وأكبر , لحد ما بتوصل للمرحلة الفاصلة اللي بتدرك فيها معنى الحياة والصعوبات اللي فيها والتحديات اللي لازم تعديها عشان تعيش وتقدر يكونلك مكان فيها تكون مرتاح وانت فيه, ومن هنا بتبدا الصعوبات من صعوبة للتانية ومن موقف للتاني ومن ظرف للتاني والتالت والعاشر , من ثانوية عامة لنجاح لكلية لنادي لماجستير لاهل لمرض لموت وفراق اعز الناس لعلاقة عاطفية وارتباط ومسئوليات للالتزامات تزيد يوم عن التاني لتحديات لمشاكل في الحياة لشغل وارتباطات عمل ومصالح وعلاقات ولسه لعبة الحياة مستمرة والنهاية المحتومة مجاش اوانها , ولحد ما يجي اوانها هفضل في اللعبة دي اعافر واحاول واحارب اني انجح فيها لان مفيش بديل عن النجاح حتى لو بخمسين ف الميه(ولو أني حد مبرضاش بالقليل).
على طول مدى اللعبة اللي كان لحد ما وصلت للمستوى اللي انا فيه , كنت جاهل بفكرة المساعدة او ان في وسائل المساعدة في اللعبة دي , بس رحمة ربنا بيه خلتني ادرك ده في الوقت المناسب , لما صعوبة اللعبة زادت اوي عليه لاقيت اجمل وسيلة مساعدة ممكن اتمناها في حياتي هي حبيبتي (خطيبتي) وقفتها جنبي مهونة عليه ياما بس مفيش حاجة بتيجي بالساهل وحتى هي عشان انولها كان لازم اعدي مستويات كتيرة مش سهله عشان اوصلها , وحتى بعد ما نولت اجمل وسيلة مساعدة بقى ادامي تحدي جديد وهو اني احافظ عليها واوصل اني احتفظ بيها مدى الحياة ومش بس احتفظ بيها انا لازم تكون مرتاحة انها معايا ومبسوطة عشان تقدر تساعدني.
مين تاني في اللعبة الكبيرة دي ممكن يقف جنبي غيرها (ولا أي حـــــــــد).
فنرجع لمرجوعنا في اللحظة دي واقول ان لازم يبقى الانسانة الوحيدة اللي تستاهل الثقة الكبيرة اللي اتكلمت عنها في البداية هي دي ومش حد غيرها , لان بمنتهى البساطة من خبرتي اللي اكتسبتها بمروري على كل مراحل حياتي اللي عديتها اكتشفت ان محدش بينفعني ولا بيقف جنبي بجد ولا ممكن يضحي باي حاجة عشاني غيرها هي.
أهلي
أهلي كمان اتعلمت من حياتي ان مهما حصل فانا مليش غيرهم وهي بقت منهم دلوقت , وحطيت قاعدة بسيطة لنفسي ان اللي يقع تحت الكلمة دي (أهلي) فأنا هقبل منه اي حاجة لاني لو خسرت حد منهم مش هعرف اعوضه وفرضت على نفسي بأني لازم احافظ عليهم واعوضهم والبي طلباتهم لان هما دول وبس اللي يستاهلوا ده مني, حتى من غير ما يقدموا ليه اللي يستاهلوا عليه ده مني , بس عشان اعيش لازم يكون حد حواليه وانا مش هينفع اعوضهم باي حد تاني وهما بس اللي حواليه فمش ينفع اخسرهم هما كمان.
نفس الاشخاص دول هما اللي لازم اشملهم بكلمة التنازل اللي اتكلمت عنها وهما وبس مش حد غيرهم , لازم اقرر اني مفيش حد يستاهل مني اني اتنازل قصاده غيرهم . بس في نفس الوقت هيبقى ادامي مشكلة اني هبقى لازم اتنازل عشانهم في وقت من الاوقات لغيرهم وهي دي هتبقى مشكلتي اللي لازم اخد فيها قرار .
اعتقد الامر بسيط ابسط ما انا معقده على نفسي ومرهون بان احوالي تتظبط شوية ووقتها لا اعتقد ان في حاجة تخليني اتنازل تاني ابدا الا قصادهم هما ومن قبلهم وبعدهم ربنا رب العالمين اكيد.
هنا لازم اقول
الهى ان قل زادى فى المسير اليك
فلقد حسن ظنى بالتوكل عليك
فكل الخير منك واليك وجميع امرى لا يخفى عليك
فارحم قدما سعت اليك وجبهة سجدت بين يديك ولسان دعاك ودعى اليك
وخذ بايدينا اليك اخذ الكرام عليك
اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن والبخل واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك ومن الذل إلا لك ومن الخوف إلا منك وأعوذ بك أن أقول زوراً أو أغشي فجوراً أو أكون بك مغروراً وأعوذ بك من شماتة الأعداء وعُضال الداء وخيبة الرجاء اللهم إني أعوذ بك من شر الخلق وهم الرزق وسوء الخُلُق يا أرحم الراحامين يا رب العالمين “اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقِلَّةِ ، والذِلّةِ ، وأعوذ بك من أن أظلم أو أُظلم".
اللهم إني أعوذ بك أن أَضل أو أُضل، أو أَزل أو أُزل، أو أَظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل عليّ
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين